بين أزقة شوارع مخيمات قطاع غزة الضيقة , وعلى بعد مرمى حجر من شاطئ
البحر الأبيض المتوسط المليء بالحنان حيث ما يعرف بمعسكر الشاطئ , وهو أحد
اكبر معسكرات الآجئين المهجرين من بيوتهم في قطاع غزة , هناك حيث البيوت
التي يكسوها الصفيح من الأعلى , حيث الأبواب الخشبية , والبيوت المتراصة ,
والى جانب العربات التي تجرها الأحصنة والحمير , حيث يقتات الباعة المتجولون
على بيع الخضار وأي شيئ لم يسلم من براثن الحصار, رأيتهم بأم عيني !!!
نعم رأيت كريستيانو و ليونيل !
بشعره الناعم المنسدل وابتسامته الرقيقة , وذاك بقامته الممشوقة و طوله الفارع
وثقته التي يحسبها المرء غروراً مشوا جنباً إلى جنب , بعيون يملؤها الترقب , و
فخر يعلو المحيا , مشوا جنباً الى جنب , وكنت بعيداً عنهم , فسابقت الخطى لأدنو
منهم , واقتربت أكثر فأكثر , وانتابني الخوف أن لا أستطيع التحاور معهم , كيف
لا و أنا لا افقه لغتهم , ومن اصلاً يفقه لغتهم الا القليل !
في غزة يحب الأطفال والشباب والشٍياب برشلونة وريال مدريد ويعشقونهم حتى
الثمالة , وكثير منهم يحبونهم أكثر من منتخب فلسطين والأهلي المصري و
غريمه الزمالك , فيترقبون مبارايت قطبي أسبانيا وعملاقي الليغا كل أسبوع
سواء كانت مباراتياهم محلية أو أوروبية أو حتى ودية !
دنوت منهم رويداً رويداً و قلبي يخفق بسرعة وعلى الرغم من كوني اكبر الاثنين
سناً فأنا الآن دخلت في السادسة والعشرين من عمري , الا أني شعرت برهبة
شديدة منهم , رغم عدم ازدحام الناس من حولهم , لكني استجمعت قواي أخيراً
و هزمت رعبي وارتعاد فرائصي وقررت أن استجمع شجاعتي
الأدبية و أحاورهم !